تقول أم سارة- أم لخمسة أولاد في المراحل المختلفة-: "للأسف الشديد تتعرَّض بلادنا لقصفٍ جنسي مكثف، سواءٌ من وسائل الإعلام أو من تخلِّي الفتاة عن الاحتشام، فالله عزَّ وجل خلق النفسَ البشرية من ذكر وأنثى ليكمل كل منهما الآخر ووضعَ الضوابطَ التي تضبط هذا الميل إلى مساره الصحيح.
والعلاقة بين المراهقين علاقةٌ كاذبةٌ مليئةٌ بالزيف والخداع، وسرعان ما يفيق منهما المراهقون بعدما تتلاشى سحب السعادة الزائفة الوهمية التي كانوا يشعرون بها، وعلى الوالدين أن يهتموا بالجانب التربوي لأبنائهم وخاصةً التربية الجنسية وتعليمهم بالتدرج الفروق بين الجنسين، وتزويدهم بالمعلومات التي تؤهِّلهم لاستقبال مرحلة البلوغ بشكل علمي وتربوي يناسب فهمهم.
وعلى الأم كذلك أن تكون صديقةً لأبنائها، لا تنشغل عنهم بأي حال من الأحوال، فالتربية السلمية للأبناء هي المسئولية الأولى والأخيرة في حياة الأم.. والله عز وجل يقول ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ (النساء: من الآية 1)، فلا بد أن تكون تقوى الله هي أساس التعامل بين الرجل والمرأة في الإطار الشرعي وهو الزواج، ولا بد للحب من الطُّهر والعفاف حتى يصبح محمودًا وتعلو قيمته.
فالطريق الوحيد الذي رسمه الله عز وجل لنا للحب هو الإطار الشرعي في الزواج، فالوهْم الذي يدَّعِيْهِ المراهقون ليس حبًّا، والحب الحقيقي هو حب الله تعالى، وكل حب صادق ينبع من هذا الحب، وما عاداه فهو زيف وسراب لا أثرَ له في الوجود.