ريال يتأخر ويعود
انطلاقاً من مقولة "أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً", عالج ريال مدريد المباراة مع ضيفه ديبورتيفو لاكورونيا, فبعد بداية بطيئة تأخر في خلالها بهدف, استفاق رجال شوستر, كما في لقائهم في دوري الأبطال يوم الأربعاء أمام أولمبياكوس بيرايوس اليوناني, وقدموا أداء جيداً, أثمر تسجيل ثلاثة أهداف منحت حامل اللقب النقاط الثلاث وقوة القبض على الصدارة.
لكن رغم الفوز والاستفاقة المدريدية بقي أداء فريق العاصمة بعيداً عن المتعة, وهو الأمر الذي لم يصل إليه بعد هذا الموسم بعد تسع مراحل على انطلاقه, علماً أن إحدى أهداف استقدام الألماني برند شوستر كانت إضافة اللماعية على أداء الفريق والطابع الهجومي.
وبالعودة إلى أجواء اللقاء فقد سجل ريال مدريد مرة أخرى انطلاقة بطيئة حين تمكن ضيوفه من تسجيل هدف السبق في الدقيقة الثانية فقط عبر الشاب خيسكو خيمينز الذي هزم الحارس المدريدي إيكر كاسياس بتصويبه غير قوية من داخل منطقة الجزاء.
وجاء رد ريال مدريد بعد ست دقائق على هدف ديبورتيفو حين منح الحكم المهاجم الهولندي رود فان نيستلروي ضربة جزاء إثر عرقلة من أندريس غاياردو, ترجمها رود بنجاح مانحاً فريقه التعادل, ومدوناً في سجله الإصابة الثالثة هذا الموسم.
ورغم عودة ريال إلى أجواء اللقاء أمام جماهيره, إلا أن لاعبي ديبورتيفو لم يهابوا الأمر فشنوا الهجمات المتتالية على مرمى منافسهم بغية تسجيل إصابة ثانية, وكان الأمر قريباً لولا بعض الرعونة وسوء الحظ للاعبين خوان رودريغيز وغاياردو وخصوصاً في الشوط الثاني.
وظلت المباراة بين كر وفر وأعصاب مشدودة من الفولاذي الألماني شوستر-فريال ليس بخيتافي- حتى أتى الفرج في الدقيقة 78 عن طريق آخر الحرّاس القدماء, المخضرم راوول غونزاليس الذي لم يشخ إلا بعين أراغونيس, فوقع الدولي السابق هدف التقدم لفريقه إثر تصويبة يسارية متقنة.
طغت العصبية على لاعبي ديبورتيفو بعدما وجدوا أن ما بنوه طوال ساعة وعشر دقائق انهار في لحظة, فطرد جراء الانفعال الزائد المخضرم سيرجيو غونزاليز إثر نيله الأصفر الثاني, نتيجة انزلاق قاس بالقدمين, فبات تفوق ريال, "تفوقان" نتيجة وعدداً.
وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة, استغل الماكر البرازيلي روبينيو تحولات آخر عشر دقائق, وسجل هدفاً أقل ما يقال في فيه, رائع, إذ تلقى تمريرة من رود ثم قام بمعزوفة خاصة "سولو" إذا صح التعبير, ضحك فيها على ثلاثة لاعبين من القمصان الزرقاء والبيضاء وأودع الكرة في الشباك الخالية, وتابع محتفلاً كالأطفال على طريقته الخاصة, بباكورة أهدافه في الـ "ليغا" هذا الموسم.