تقول أ. شيرين كمال- أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس الأزهرية- إن العلاقة بين الولد والبنت في سن المراهقة علاقةٌ طبيعيةٌ من مكنون الطفرة المتغيرة في جسد كل منهما وعدم الاستقرار والتخبط النفسي والذهني في هذه المرحلة وعدم بلوغهم سن الرشد، يظن كل منهما أن هذا حبٌّ، ولكنه ليس كذلك، واهتمام كل طرف بالآخر وميله وانجذابه نحوه هو شيءٌ طبيعي، وذلك للاستعاداد للزواج بعد ذلك، ولكن للأسف مظاهر المجتمع الخاطئة البعيدة عن الإسلام شوَّهته ووضعته في غير موضعه، فوسائل الإعلام تركز على هذا المفهوم، وكذلك الأفكار الغربية الخاطئة عن زي المرأة واختلاطها ومساواتها بالرجال، وكذلك انشغال الوالدين عن الأبناء وعدم وجود ماهية للمراهق تجعله يقف على أرض صُلبة، وأصدقاء السوء كذلك عليهم عامل كبير في هذا الأمر.
وأما من الناحية الدينية فضعف الوازع الديني لدى الأهل جعلهم قدوةً غير صالحةٍ للأبناء، وسلبيات هذه العلاقة على الطرفين كثيرة، منها السمعة السيئة للفتاة، وفقد احترام المجتمع للطرفين، وفقد الثقة بين الولد والبنت، والخوف الدائم من افتضاح الأمر عند الأهل، والتردد والقلق والإحساس الدائم بالخطأ، الصدمات النفسية للفتاة عندما يتخلَّى عنها الولد ويصاحب أخرى، الشك الدائم بين الأزواج من ذوي العلاقات في المراهقة.
وتًبيِّن أ. شيرين دورَ الأسرة في حل هذه المشكلة:
- ضرورة التعرف على سمات مرحلة المراهقة، وكيفية التجاوب مع ما فيها من متغيرات حتى نعبُرَ بأولادنا إلى بر الأمان.
- كذلك أهمية مصاحبة الأم ابنتها ومصاحبة الأب لابنه، ومعرفة أسرارهما، والحفاظ عليهما، ومحاولة حل أي مشكلة في كتمان وتعقل ورويّة واحتواء هذه العلاقة إذا أحسَّ بها الوالدان، وضرورة احتواء الإيذاء وعدم تعنيفهم أمام الآخرين.
- أهمية المدح الدائم للأبناء على أي إنجاز دراسي أو نشاط أو هواية حتى يشعروا بالثقة في النفس، ويستمروا على هذا النجاح، وأهمية توجيه الأولاد إلى المحافظة على الصلاة في وقتها ومراقبة الله عز وجل الذي هو الرقيب عليهم.
- أهمية الصبر على تربية الأولاد ومعالجة الخطأ بهدوء، ومعاملة المراهق بأسلوب يجعله يشعر بمسئولية تجاه عمله إذا أخطأ أو أصاب.
- أما دور المدرسة فيتمثَّل في دور المشرفة الاجتماعية والنفسية التي لا بد أن تحتوي الأولاد في هذا السن وتتعرَّف على المشكلات من قبل أن توجد، وتحاول حل أي مشكلة باشتراك أهل الولد أو البنت بشكل صحيح، ولذلك لا بد من أهمية كتمان أسرار المراهق وأهمية اشتراكه في نشاط وعمل اجتماعي وترفيهي مفيد.
- النصح والإرشاد للمراهقين، ومحاولة الاشتراك مع الأسرة في وضع خطة لعلاج أي مشكلة تواجه هؤلاء المراهقين حتى يجتازوا هذه المرحلة بسلام.